ابو عبيدة مدير المنتدى
عدد المساهمات : 214 تاريخ التسجيل : 16/02/2011
| موضوع: القرآن الكريم منهج حياه الخميس فبراير 17, 2011 5:45 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم هو كلام رب العالمين الذي نزل به
الروح الأمين على قلب النبي الأمي الكريم بلسان
عربي مبين
المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه المبدوء
بسورة الفاتحة المنتهى بسورة الناس
هذا الكتاب العظيم تحدى الله عز وجل به الإنس
والجن أن يأتوا بمثله أو بسورة قال الله تعالى(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
(الإسراء : 88 )ومن عظمة هذا الكتاب تأثرت به
الجن فقال تعالى(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (الجن :1، 2 ) وقال
تعالى(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (الأحقاف :29 ،30 )
بل لقد تأثرت به الجبال قال تعالى(لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا
الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
(الحشر : 21 )ولا عجب فهو كلام من بيده مقاليد
السموات والأرض(َلا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت : 42 )هذا
الكتاب معجز من جميح النواحى ففيه إعجاز لغوي
وبلاغي وتاريخي وعلمي إلى غير ذلك من وجوه
الإعجاز
القرآن منهج حياه
كما أن القرآن الكريم يشتمل على منهج ينظم حياة
البشر فى شتى مجالات الحياة
فهو يشتمل على منهج ينظم العلاقة بين
العبد وربه
العبد ونفسه
والعبد وأخيه الإنسان
والعبد والكون من حوله سمائه وأرضه بل
والحيوانات والجمادات
أولا ينظم العلاقة بين العبد وربه
بأن يعرف الإنسان من هو الله وما حق الله علي العباد وكيف يعبدون الله وما جزاء من عبده وما جزاء من عصاه.
ثانيا ينظم العلاقة بين الإنسان ونفسه
وذلك بالإنسجام بين الفطرة التي فطر الله الناس
عليها وبين التكاليف التى كلفنا الله بها فمثلا من
فطرة الإنسان أنه محب للمال قال الله تعالى (وتحبون المال حبا جما)
وقال صلى الله عليه وسلم (إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال)فالقرآن لم يصادم هذه الغريزة وإنما وجه
وأرشد فبين المصادر التي يباح للإنسان أن يكتسب
منها المال كالبيع والميراث والهدايا وغيرهم وبين
المصادر المحرمه كالربا والسرقة والغصب كما بين
المصارف التي يباح للإنسان أن ينفق فيها هذا المال
والمصارف التي يحرم عليه صرف المال فيها فجاءت
هذه القوانين لتكون بمثابة المنهج الوسط بين
الإسراف والبخل قال تعالى(الَّذِينَ إِذَاأنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (الفرقان : 67 )
كما أنه من فطرةالإنسان ميل جنس الرجال إلى
النساء والعكس فالقرآن الكريم لم يحارب هذه الغريزة
وإنما بين القوانين التى من خلالها ينتظم المجتمع
وتحفظ الأنساب وتسود العفة فأوجد المصرف
الشرعي للشهوة فشرع الزواج وحرم الزنا فقال تعالى
(فانكحوا ما طاب لكم)وقال تعالى (ولا تقربوا الزنا)
ثالثا نظم العلاقة بين الإنسان والإنسان
بأن وضع لكل إنسان حقوقا وعليه واجبات فللوالدين
حقوقا فى حياتهما وبعد مماتهما وللأبناء حقوقا
وللزوجة وللزوج وللأقارب والجيران والأرحام بل
ولغير المسلمين بين القرآن كيف نتعامل معهم فى
آيتين من كتاب الله عز وجل إن كان مسالما له البر
والعدل فى المعامله وإن كان محاربا حرم موالاته قال
الله تعالى(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الممتحنة : 8،9 )
كما نظم العلاقة بين الإنسان والكون من حوله فأمر
بعمارة الأرض وحرم الفساد(َإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (البقرة : 205 )
بل سبق المنظمات الدوليه التى تدعوا لحماية ورعاية
الحيوان فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة
دخلت النار بسبب قطة ( عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَسْقِهَا ، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. أخرجه أحمد 2/261(7538) )ودخل رجل الجنة بسبب كلب سقاه وأمر بالإحسان فى القتل والذبح فعن شَدَّاد بن أَوْس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ : ثِنْتَانِ حفظتهما عَن رَسُول الله [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ] قَالَ : " إِن الله كتب الْإِحْسَان عَلَى كل شَيْء ، فَإِذا قتلتم فَأحْسنُوا القتلة ، وَإِذا ذبحتم فَأحْسنُوا الذّبْح ، وليحد أحدكُم شفرته وليُرح ذَبِيحَته )
وبهذ يكون القرآن الكريم قد وضع منهجا متكاملا
ينظم حياة الإنسان كلها فهو كما رأينا ينظم العلاقة
بين الإنسان وربه وبين الإنسان ونفسه وبين الإنسان
والإنسان وبين الإنسان والكون وتطبيق هذا المنهج
كفيل لأن يعيد للأمة عزتها وكرامتها وسعادتها فى
الدنيا والآخرة ما الدليل على
ذلك .............وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
|